كتبت - ياسمين أحمد:
أعلنت الحكومة الإيرانية، الحداد العام غدًا في جميع أنحاء البلاد، على ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في كرمان قرب مقبرة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل جراء غارة أمريكية قرب مطار بغداد في العاصمة العراقية.
وذكرت السلطات في كرمان أن الانفجارات نتيجة عمل إرهابي، وقامت بتفعيل إجراءات الطوارئ في المستشفيات لاستقبال المصابين، حيث قُتل نحو 73 شخصًا على الأقل، اليوم الأربعاء، جرّاء انفجارين وقعا قرب مرقد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تزامنًا مع إحياء الذكرى الرابعة لمقتله بضربة جوية أمريكية في العراق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي بطهران.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، إن الانفجارين خلفا حتى الآن 73 قتيلًا و173 مصابًا، مشيرة إلى أن أغلب الإصابات كانت نتيجة الازدحام.
وأعلن التلفزيون الإيراني، بداية عن سماع دوي انفجار قرب مسجد صاحب الزمان في محافظة كرمان بجنوب البلاد، إذ يرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون عن "سماع دوي انفجار ثانٍ" في المكان ذاته.
وقال مسؤول إيراني للتلفزيون الرسمي، إن انفجاري كرمان "هجوم إرهابي".
ونقل تلفزيون "برس.تي.في" المحلي، عن نائب محافظ كرمان، إن الانفجارين كانا "هجومًا إرهابيًا".
كما نقل التلفزيون عن رئيس الطوارئ الطبية في كرمان، إن الانفجارين ناجمان عن عبوتين مفخختين في منطقتين على مسير زوار مرقد "سليماني".
وقال نائب الرئيس الإيراني، اليوم الأربعاء، إن الانفجارين اللذين وقعا في مدينة كرمان قرب مقبرة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، نفذه متعاونون مع إسرائيل.
ويشار إلى أنه قد ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري، الثلاثاء، في غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية سيزيد دافع المقاومة لقتال إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "دماء الشهيد ستشعل بلا شك طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال إسرائيل، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضاً وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم".
كما ندد كنعاني بانتهاك "إسرائيل العدواني" سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
وقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري، الثلاثاء، في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما ذكر مصدران أمنيان لبنانيان وحركة حماس، بعد 88 يوما على بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني لبناني بارز إن ضربة إسرائيلية قتلت العاروري مع عدد من مرافقيه، من دون تحديد عددهم. وأكد مصدر أمني آخر المعلومة ذاتها، موضحاً أن طبقتين في المبنى المستهدف تضرّرتا، إضافة إلى سيارة على الأقل.
وقال الدكتور عصام مكاوي أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انفجار كرمان الذي راح ضحيته 73 قتيلا في إيران له علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بما يحدث في غزة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع شاشة "القاهرة الإخبارية"، بأن إسرائيل قد تكون متورطة في الأمر، وقد تكون إيران متورطة هي نفسها في الانفجار، فلا يمكن استبعاد نظرية المؤامرة مع إيران، حتى تقول إنها ضحية عمل إرهابي.
وأوضح أن هذا التفجير وإن كان لا يخرج عن عمل استخباراتي كبير، فلماذا لا يتم خلال العديد من المهرجانات التي تحدث طول العام، ولماذا يحدث هذا التفجير صبيحة اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العراوري في بيروت؟
ولفت إلى أن عملية قتل قاسم سليماني لم تكن بهذا الوقع الحزين على القيادات الإيرانية، لأن سليماني كان رجلا قويا وله من النفوذ ما يجعله منافسا على السلطة في إيران بل ومنافسا للملالي أنفسهم.